طالعتنا الصحف الوطنية منذ فترة بمقالات وعناوين بارزة عن "تجني" الكاتب المصري البارز محمد حسنين هيكل على موريتانيا، والسبب حلقة خاصة بثتها الجزيرة مؤخراً عن الوضع العربي والدولي الراهن مع هيكل، قال فيها هيكل رداً على سؤال المحاور "أن موريتانيا دولة هامشية ولاعلاقة أو تأثير لها على الوضع العربي"، حيث أنبرى كتاب مرموقين وقوميين في كيل الشتائم للرجل، بل ووصل الأمر ببعضهم إلى سب مصر وشعبها ونعتها بأنها تستخف "بعروبة" موريتانيا، مستشهدين بأقاويل لهيكل من أن "مشكلة العرب أساساً هي في قبولهم ضم دول لاعلاقة لها بالعروبة كالصومال وموريتانيا".
وهنا ينبغي الوقوف على مسألة أساسية، هي أن الشعب الموريتاني ودولته يعلمان تمام العلم مدى ما قدمته مصر من عطاء سخي لهذا البلد، والشعب الموريتاني سيظل ممتناً للعرفان لمصر وشعبها على العطاء الثقافي والعلمي الذي تترجمه الكفاءات الوطنية التي لاتزال تتخرج من كليات ومعاهد جمهورية مصر العربية.
أما في مايخص عروبة موريتانيا، فهذه مسألة لاتحتاج لمن يحددها، فالقبائل العربية التي تشكل أغلبية السكان في البلاد هي جزء من الأمة العربية، والبلاد ليست كلها عربية، ونحن فخورون بتعايشنا مع الأفارقة، حيث يشكل الزنوج حوالي 35% من سكان موريتانيا، ولاداعي للقول بأن موريتانيا عربية أو عجمية، بل يجب التعريف بعرب البلاد وثقافتهم العربية، لابشتم أشقائهم الذين في معظمهم لم يسمعوا قط باسم هذا البلد.
ومسألة "العروبة" ليست صكاً توقعه جامعة الدول العربية، بل هي أصولنا العربية ولغتنا التي حملمناها إلى أقاصي افريقيا، ولاداعي للقول أننا عرب ونحن من لازال متمسكا بحب الشعر والبادية والتفقه في اللغة والدين في وقت انشغل "العرب" بالثقافة الغربية ولم تعد تسمع كلمة فصحى إلا ما ندر في القنوات "العربية".
"أنت يا هيكلاً محنطاً"!!!
بهذا العنوان استهل أحد كتابنا المخضرمين مقالاً وصف فيه هيكل بأنه "عجوز مخرف فقد عقله وأجرته قناة الجزيرة لينشر غسيله الوسخ عن ماضي لم يعد له وجود"، متناسيا كاتبنا أنه يتحدث عن أحد أشهر وأقدر الصحفيين العرب، وأحد مؤرخي أهم فترة مرت بها الأمة العربية في العصر الحديث. بل وأن هيكل لم يكن مجرد كاتب أو سياسي، بل وأنه شخصية كبيرة لها حضورها اللامع في مصر الستينات والسبعينات وحتى ما بعد ذلك.
لقد صدق هيكل حين قال أن موريتانيا دولة هامشية، فيجب أن لاننسى أننا في اقليم افريقي وعلاقاتنا التجارية والعسكرية ومحيطنا العام هو مع أوروبا وافريقيا وليس الدول العربية، ولايمكن بأي حال التحدث عن أن موريتانيا جزء من الدول العربية بالمعنى الاستراتيجي البحت، فلم تكن موريتانيا ولن تكن طرفاً في الصراعات التي خاضها العرب، وعلاقاتنا مع الدول العربية هي علاقات اجتماعية بحكم اللغة والأصل ولاترقى لمرتبة التعاون الاستراتيجي، فنحن في "واد" والدول العربية الأخرى في واد آخر.
على عرب موريتانيا أن يمدوا جسور التلاقي مع أشقائهم العرب وتصحيح أي معلومات خاطئة عن بلدهم، ولكن عليهم كذلك أن يسايروا محيطهم الاقليمي ولا يعتبروا البلاد كلها عربية، فنحن دولة عربية افريقية، ومناهجنا الدراسية تشهد على ذلك، فالعرب يدرسون بلغتهم العربية، والزنوج يدرسون بالغة الفرنسية، وكل مناحي الحياة في بلادنا ثنائية الثقافة، وهذا فخر لنا ومبعث توحد بين شعبنا العربي-الافريقي.
محمد - مصر
اولا اقول : ليس من حق شخصية مشهورة ان يصدر حكما بأن هذه الدولة دولة هامشية أم لا (حتي لو كان هذا ظاهرا ومعروفا للجميع)..
ثانيا : اقف احتراما للاخ كاتب المقال ,, واحييه علي رجاحة عقلة ,,,
لك كل التقدير من شعب مصر
hacen - محرر الموقع
بالفعل يامحمد، وشكراً على التفاعل (:
AHMED EL SAID - ام الدنيا مصر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ....
بداية كلامي عيد سعيد على كل الأمة الإسلامية وكل الشعب العربي ..
وانا تعمدت قول الأمة العربية والإسلامية ...
والعيد أصبح عيدين بسبب هذاالموقع الرائع بمعنى الكلمة وهو فعلا ثروة للمواقع العربية
ولا أقول ذلك بموجب انى مترجم وأحتاج أحياناً الى زيادة مكتبة خطوطي
بل لما يقدمة هذا الموقع من الفكر الجديد ولغة الحوار الرائعة
وأحب أن أحي كاتب المقال على رؤيتة الرائعة
وأحب أيضاً أن أوضح انه لا يجوز أن نحكم على شعب بأكملة بقول فرد
«فالسيئة لا تخص أبداً»
لقول الله تعالى ( ولا تزر وازرة وزر أخرى )
وبارك الله فيكم وفي كل القائمين على هذا الموقع الرائع
وهى كلمة حق يشهد الله عليها
أخوكم
AHMED EL SAID
من أم الدنيا < مصر >
hacen - محرر الموقع
اعتز بردك يا احمد ويسعدني أنك استحسنت الخطوط وأحيي فيك هذا التعقيب الطيب واعجابك بالموقع راجياً أن تتكرم علينا بزيارات قادمة، وأهلا وسهلا بك.
لبجاوي - أرض الله الواسعة
صحيح أن الموريتانيون أعطوا لهيكل أهمية تفوق قيمته التي أعطى هو لنفسه حينما نصب هيكله درعا لجامعة الهزائم العربية لا لشيئ سوى حب الظهور ولكي يحقق مآربه يلزم عليه جعل هذه الجامعة معجزة وأمرا مهم بالنسبةله ولجميع الهياكل المماثلة له وأكتفي بهذا و أترك للشباب العربي تقييم الجامعة و هياكلها . و فيما يخص أن شنقيط مدانة لمصر بتعليم أبنائها فعلى لحسن أن يكون مطلعا على هيئات التعليم في مصر قبل أن يكتب نصه فالشناقطة ما خلت منهم كتاتيب ولا مدارس ولا الأزهر خلى يوما من شنقيطي مدرس أو فقيه أو لغوي وإن كانت موريتانيا كما ادعيت أخي مدانة لمصر فإنما هي فاتورة قديمة تقوم مصرك بدفعها( لمن حفظها من الضياع بين ركام العثمانين) من ما ترك لها الإنكليز
شكرا لحسن
عصام - مصر
ياسيدي أولاً بالنسبة لمصر فهذا قدرها ان تكون الشقيقة الكبرى للدول العربية واما هيكل فإنه الكاتب العربي أو الصحفي العربي الوحيد الذي إذا تكلم فإن الغرب ينصت له وهو قيمة كبيرة قد نختلف أو نتفق حولها ولكن سيظل قيمة كبيرة بما لديه من معلومات سواء الحديث منها والقديم وحرصه على التميز في عمله ولكن هذا رأيه ولابد لنا كعرب أن نعرف ثقافة الإختلاف مع الآخرين في الرأي ولا يجوز لأي شخص تسفيه رأي الأخرين لمجرد أنه مغاير لرأيه .
الأهم في الموضوع هو دور مراكز البحث العلمي وإتخاذ القرار والدراسات الإسترتيجية في وطننا العربي التي أجزم انها تكاد تكون غير موجوده فهل ذهب أحد لدراسة الشعب الموريتاني عاداته وتقاليده إتجاهاته ماذا يريد ماذا يحب هل يحب الإنتماء لنا كعرب وأين مصلحتنا نحن معه كعرب هل يشكل الجناج الأيسر لنا ولابد من تأمينه كل هذه الأسئلة نحن لانفكر في إجابة عنها نظراً لأننا دائماً ما نعمل برد الفعل وليس الفعل وإلا ما فائدة إسرائيل لإقامة علاقات مع موريتانيا العربية أو الأفريقية والتي نرى نحن عدم فائدة من ضمها لمحيطنا العربي وشكرا
فيصل المغربي - المغرب
في الحقيق ما قاله هيكل لا يعبر عن رأيه فقط بل يعبر عن رأي الكثير من الناس المنتمين للمنطقة العربية وذالك لعدة أسباب منها التموقع الجغرافي لموريتانيا وعدم وجود اعلام قوى لهذا البلد للتعريف به كمثال على ذالك دولة قطر مساحتها لا تتجاوز الكيلومترات ولكن استطاعت بفضل الجزيرة ان تظهر على السطح .و من وجهة نظري ان موريتانيا دولة عربية و لا غبار عن ذالك رغم اصول المنطقة تعود للأفارقة ,حتى مصر لم تكن عربية بل كانت فرعونية وكانت لهم لغتهم الخاصة لهذا لا نحبد الرجوع للتاريخ لأن المنطقة العربية الأصلية هي الجزيرة العربية اما المناطق الاخرى فدخلها التعريب بسبب الفتوحات الإسلامية ودخول الإسلام لها
عابر سبيل - موريتانيا
ذات يوم قال لي صديق عربي من دولة عربية منكوبة : أنتم الموريتانيو لستم عربا ، بإبتسامة أجبته ـ وأنا سليل حسان أبن معقل أبن عقيل ولكم أن تقرؤو عنه عند إبن خلدون ـ : نعم نحن لسنا عربا ، هلا وجدت لي سببا واحد يجعل الواحد اليوم يفخر بالعروبة ... لم يكن ردي كرها في أصلي الذي لايمكنني التملص منه وإنما أحسست أنه الرد البليغ لجاهل لايرى أبعد من أنفه .
ماقاله الهيكل في الجزيرة لا أعتبره خطأ ـ كموريتاني ـ فلا يمكن للمثال الديمقراطي الموريتاني أن يؤثر في العالم العربي لأن قطيعة قرون من الزمن كونت عند الموريتانيين ـ عربا وزنوجا ـ رؤية للشتى المجالات مغايرة لما عند غيرها من أشقائها العرب .
لكن قبل اللقاء صادف وأن قرأت مقالا ينفي فيه عروبة موريتانيا لأبتسم من جديد ، أضحكني رجل لا يعرف إسم جده الخامس يطعن في عروبة قوم لهم سلسلة نسب محققة توصلهم إلى عبد الله أبن جعفر أبن أبي طالب بالإضافة لعائلات من الأشراف وقبائل من حمير وبني هلال وبني سليم وكلهم وصلو بهجرات جماعية وتركوا في كل مصر مروا به ـ وضمنهم صعيد مصر ـ صبمة منقوشة .
يقول شاعر شنقيطي :
نحن ركب من الأشراف منتظم أجل ذا القدر قدرا دون أدنانا
قد أتخذنا ظهور العيس مدرسة نبين بها دين الله تبيانا
أخطأ الهيكل وأخطأ من رد عليه تلك الردود .
تقبل تحياتي حسن
طارق الحفناوي - مسلم من أرض مصر
بسم الله الرحمن الرحيم
و بعد يا اخوان،
لا يهمني تعريف ماهية البلد العربي. فنحن شعوبا و قبائل بعضها أخذ باللغة العربية ليقرأ و يتمعن في كلام الله. خليط من الأحداث أتى بنا الى هذا الزمان و المكان، لنصبح مصري و موريتاني. و تناسينا ما يشرفنا هو اننا كلنا اخوة نتشارك في اسلامنا لله رب العالمين. ليتنا نتناسى الهوية العربية التي فرضت علينا للقضاء على الإستعمار في حقبة مضت. و نتذكر أننا كنا دائما شعوبا و قبائل قد اّخا بيننا دين الإسلام و علمنا لغة عربية لسان القراّن ، فصارت لنا فرصة عظيمة للتعارف والتعاضد ضد الظلم الحاصل في أي مكان ، فنفعل الخير سويا. نحن امة محمد يوم يحشر الله كل الخليقة ، وهو شرف عظيم و نعمة ... أكثر المسلمين ليسو ذو أصول عربية ، و كثير من المسلمين لا يتكلمون بلسان العرب ولكن يبقى المسلم أخو المسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا.
سبحان مسبب الأسباب
arab - abd-allah
نردعلي هيكل بماقاله طه حسين (أن العربية لم تدرس في الأزهر حتي جاء الشيخ الشنقيطي).
ونرد عليه ببعض ما قاله شعرائنا لعله يلحنهم
لنـا العربيـة الفصحـى وأنـا *** أشـد العالميـن بهـا انتفاعـا
فمرضعنـا الصغير بها يناغـي *** ومرضعـه تكورهـا قناعــا
أتانـا من قـرى شنقيط شعـر *** تعالى فوق سحر الساحرينـا
يقصـر شعرنـا عنـه لو أنـا *** بعثنا في المدائـن حاشرينـا
دع العيس والبيداء تذرعها شطحـا *** وسِمْهـا بحور الآل تسبحهـا سبحـا
ولا ترعهـا إلا الذميـل فطالمـا *** رعت ناضر القيصوم والشيح والطلحا
فكـن قمرا يفرى الدجى كل ليلـة *** ولاتـك كالقمرى يستعذب الصدحـا